تقول السائلة:
هل يصح أن يطلق لفظ طالب العلم، أو طالبة العلم ، على من يطلب العلم على الكتب والأشرطة، أم هذا اللفظ لا يطلق إلا على من أثنى ركبتيه أمام أهل العلم من المشائخ والعلماء ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
طلب العلم شرف عظيم ومقصد نبيل وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليه فقال: (مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتٍ فِى طَلَبِ الْعِلْمِ إِلاَّ وَضَعَتْ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً بِمَا يَصْنَعُ) احمد ، وابن ماجة بسند صحيح.
والعلم هو ميراث الأنبياء كما قال عليه السلام: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَرِثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ). احمد، وأهل السنن إلا النسائي.
فكل من سار في طريق طلب العلم الشرعي؛ فهو طالب علم، سواء كان في بداية الطلب أو في وسطه، وليس لطلب العلم منتهى...
وأما طريقة طلب العلم فهي بالتلقي كما سار عليه السلف الصالح والجلوس بين يدي العلماء.
ولكن في عصرنا هذا ومع وجود الشروحات الصوتية بأصوات علماء كبار موثوق بهم، مع متابعة الشرح في الكتاب، فهو من طرق طلب العلم اليوم، بالإضافة إلى عدم وجود علماء أو عدم وجود علماء ثقات في بلد ما، يؤكد القول بصحة اعتبار من يسمع الأشرطة ومتابعة الشرح في الكتاب؛ أنه طالب علم.
ومما نستأنس به في قولنا هذا ما جاء على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم أن قال: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِى فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ). احمد، وأهل السنن إلا النسائي.
فقوله في الحديث: "من سلك طريقاً" أطلق الطريقة والوسيلة، ولم يحدد، فصار الأمر فيه سعة، ويعتبر طالب علم، أو طالبة علم.
ولكنا نشترط أن لا ينفرد طالب العلم بالفهم من عند نفسه، وأن يكون طلبه للعلم تلقي بالطريقة الغير مباشرة ـ نعني به عن طريق الأشرطة وأمثالها اليوم ـ إن لم يكن في البلد علماء ثقات.
أما ما اصطُلِح عليه اليوم من إطلاق كلمة: "طالب علم"، فإنها تطلق على من عُرف واشتُهر بملازمته للعلماء وأخذَ عنهم العلم.
والله أعلم.
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
فجر الخميس
25/11/1430هـ
| URL | |
| HTML | |
| BBCode |
______________________________________
0 التعليقات :
إرسال تعليق